((جريجوري راسبوتين )) : الشيطان الروسي !

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,, كيف حال الجميع ؟؟
اليوم أتيت بسيرة مختصرة لإنسان يعرفه البعض منكم و و ربما غالبيتكم , ألا و هو راسبوتين , ذاك الشخص : من توشح لباس الرهبانية ليستر بها ( شيطنته ) و فجوره .. فإلى التقرير : -

الاسم : جريجوري يافيموفيتش
اللقب : راسبوتين , وتعني : الفاجر أو زير النساء
حياته : ( 22 - 1 - 1869 إلى 16 - 12 1916 )
الحالة الاجتماعية : متزوج , و أب لأربعة أطفال عند بلوغه الثلاثين

النشأة
ولد راسبوتين بقرية ريفية بسيبيريا تدعى : بوكروفسكوي , لأسرة امتهنت الفلاحة , و أتوي بسطة في الجسم , فأسندت إليه مهام ترويض الخيول البرية الجامحة .
كان جريجوري يعاني من إدمان النساء و هو في سن صغيرة , فاشتهر بـ ( راسبوتين ) : زير النساء , إضافة إلى معاقرته الخمر بكثرة , لم تكن تلك شهرة راسبوتين الوحيدة , فقد عرف عنه امتلاكه لقوى غريبة , فكانت لديه قدرة غريبة على المعالجة بشكل غريب , فقد أبرأ حصانا بمجرد لمسه !!
ذات يوم اتهم راسبوتين بسرقته حصانا , فهرب من القرية , و لجأ لصومعة ( رهبانية ) بسفح أحد الجبال , لتبدأ مسية أخرى في حياته ..

الطريق إلى سان بطرسبورغ
لم تكن تلك الصومعة لـ ( رجال دين ) مسيحين طبيعين , بل لكانت لمذهب باطني يدعى : خاليسيتي ( السوطيون ) و قد جعلوا من السوط شعارا لهم , هم مذهب ذو طقوس عنيفة و ( سادية ) , فيضربون ظهر الرجل بالسوط ليلا , ليشوب صراخه نقاء الليل المظلم , و ما إلى ذلك من طقوس ..
أثناء مكوثه لدى السوطيين , تعلم راسبوتين فن التنويم المغناطيسي , فكان يسير بالقرى المجاور لعلاج المرضى دون استخدام الأدوية عند بلوغه الأربعين عاما .
و في عام 1903 بلغ البلاط الروسي وجود شخص ذو قدرات ( خارقة ) من سيبيريا , ليستدعى فورا لمعالجة ولي العهد الروسي .

اقتحام البلاط الروسي
كان ولي عهد روسيا ( أليكسيس نيكوليافبتش ) يعاني من الهيموفيليا ( صعوبة تخثر الدم ) , و عند وصول راسبوتين لقصر الكرملين كان في استقباله القيصر برقفة زوجته القيصرة اكسندرا .
مباشرة دخل راسبوتين مخدع ولي العهد الذي كان مستلقيا على فراشه , فقام راسبوتين يتحسسه بأنامله , و بعد برهة اتضح تحسن الأمير , مما جعل راسبوتين بطلا ( قوميا ) .
كمكافأة , أصبح راسبوتين مستشارا للقيصر نيكولا الثاني ( أضعف قياصر آل رومانوف ) , من هنا بدأ راسبوتين يحبك خططه لاستكمال مسيرته ( الفاسدة ) , ألا و هي إدمانه للنساء و إيقاعهم في غرامه ..

حبيب ملكة روسيا
لم يكن لدى نيكولا الثاني شك بإخلاص راسبوتين , فقد كتب في مذكراته : (( تعرفنا على جريجوري، رجل الرب، من أبراشية توبولساك )) , بينما في الجهة الأخرى كانت القيصرة الكسندرا تزداد إعجابا به , فعينته مستشارها الشخصي المؤتمن على أسرارها , فيزورها أسبوعيا في موعد محدد .

أعداء النجاح " الحساد "
حينما أمن راسيوتين مركزه , عاد بـ ( قوة ) إلى سابق عهده علنا , فقد كان يشاهد بصحبة (بائعات الهوى ) كثيرا , فكلف رجال السياسة شرطة سرية لمراقبته .
وكان اثنان من أنصار راسبوتين السابقين هما راهب يميني متعصب يدعى : ليودور و هيرموجان أسقف ساراتوف، على اقتناع تام بأن راسبوتين ما هو إلا شيطان على صورة بشر , وفي عام 1911 استدرجاه إلى طابق سفلي حيث اتهماه باستخدام قوى شيطانية للقيام بمعجزاته وضرباه بصليب، فأعلم راسبوتين الإمبراطورة بالواقعة وادعى أنهما حاولا قتله ومن ثم تم نفي الرجلين ، وفي السابع والعشرين من يونيو عام 1914 عاد راسبوتين إلى قريته في سيبريا.
وفي اليوم التالي تلقى برقية وبينما كان في طريقه لإرسال الرد هاجمته عاهرة سابقة مشوهة مجدوعة الأنف تدعى شيونيا جاسيايا بوحشية مستخدمة سكينا ، دفعها ليودور لقتل راسبوتين.

مدينة الشيطان
أثناء فترة نقاهته في المستشفى من طعنات شيونيا, كان القيصر نيقولا يحشد قواته استعدادا للحرب العالمية الأولى التي جلبت كارثة على وطنه، حيث قتل أكثر من 4 ملايين روسي ، وبالعودة إلى سان بطرسبرغ ومع غياب القيصر استطاع راسبوتين اكتساب المزيد والمزيد من القوى السياسية وساهم في تعيين وطرد الوزراء .
و بسبب تأثيره الكبير على قرارات القيصر السياسية , وجه اللوم إلى الراهب السيبيري على المشاكل التي عانت منها البلاد حتى أن مدينة سان بطرسبرغ أصبحت تعرف باسم " مدينة الشيطان ".

ستقتل أنت وأبناؤك على أيدي الشعب الروسي
عندما أحس راسبوتين بكثرة حساده و اقترابه من الموت , حاول بأن يضع ضمانا على نفسه , فوجه خطابا للقيصر عام 1916 , قال فيه : (( أكتب رسالتي هذه لأتركها برهاناً لي في مدينة القسيس بطرسبورغ ، وإني لأشعر أني مفارق هذه الحياة، قبل اليوم الأول من شهر يناير، وأتمنى أن يدرك كل الشعب الروسي، وجميع الأطفال الروس والتراب الروسي العطر، ما يجب أن يدركوه؛ إذا ما قتلني إخوتي من فلاحي روسيا، فلا خوف عليك أيها القيصر، وسيبقى عرشك حاكماً، ويا أيها القيصر لا تخش على أطفالك شيئاً، فإن لهم حكم روسيا لمئات السنين. ولكن إذا اغتالني أفراد العائلة المالكة والنبلاء، وأهدروا دمي، فسوف تظل أيديهم ملطخة بدمي، ولن تغسلها السنوات الخمس والعشرون القادمة، ولسوف يَهْجرون ويُهَجَرون من روسيا، تاركين الأخ يقتل أخاه، ولن يكون للنبلاء مكان في البلاد لخمس وعشرين سنةقادمة. يا قيصر الأرض الروسية: إذا ما سمعت مناديا ينبئك بمقتلي؛ فعليك أن تعرف التالي: إن كان قاتلي من أهليك، فلن يبق منك ومن ذريتك أحد حياً، في سنتين بعد موتي، وسيكون قاتلك شعبك الروسي. إنني أرحل وفي داخلي أمر الهي؛ أن أخبر القيصرالروسي بالذي عليه فعله بعد رحيلي. توخ الحكمة فيما أنت فاعل ومقدم عليه، وترقب صدى ذلك في نفوس رعاياك. عليك بسلامتك، وأخبر من حولك من الأقرباء، أني أشاطرهم بقاءهم بدمي. إنني مغادر الدنيا، ولم أعد من أحيائها فصلِّ لأجلي. صلِّ وكن قوياً، واعتن بعائلتك المباركة .. ))

اغتيال ( الشيطان ) كاد يفشل !
أراد الزوج لإيرينا ابنة أخ القيصر و يدعى : يوسوبوي قتل راسبوتين، شأنه شأن ابنا عم القيصر الغراندوق ديميرتي بافالويتش، والسياسي فلاديمير بيرشيكفيتش. وتآمر الثلاثة معا على قتل راسبوتين والحفاظ على سلالة العائلة المالكة.
و عند حلول ليلة السادس عشر من ديسمبر عام ألف وتسعمائة وستة عشر دعا يوسوبوي راسبوتين إلى قصر مويكا بحجة أن إيرينا التي يشاع عنها أنها أجمل امرأة في سان بطرسبرغ تريد مقابلته. وبينما كان ينتظر ظهورها، قدم يوسويوي لراسبوتين كعك وخمر و دس بهما سما مميتا ( يقال أنه السيانيد ), و قد أصيب بالهلع لما بدا من حصانة راسبوتين ضد السم ، فقد كان راسبوتين يأكل الكعك و يشرب الخمر قطعة قطعة .. لقمة لقمة و هو ينظر في عين يوسوبوي , ولم يستطع يوسوبوي السيطرة على نفسه فنزع مسدسه وأطلق النيران على راسبوتين. وبصعوبة بالغة ترنح راسبوتين خارجا إلى ساحة القصر حيث كان بفالوفيتش و بيرشيكفيتش يستعدان للمغادرة، فأطلق يرشيكفيتش النيران ثانية على راسبوتين المترنح، وضرباه بهراوة و قيداه قبل أن يلقيا بجسده في نهر نيفا .
وعندما تم العثور على الجثة بعد يومين دل تشريحها الذي كشف عن وجود مياه في الرئتين أن راسبوتين كان ما زال حيا عندما ألقي به في النهر. وكانت نهاية راسبوتين علامة على بداية النهاية للقيصر نيقولا والإمبراطورة ألكساندرا. فبعد عشر أسابيع فقط من وفاته ، أطاحت الثورة الروسية التي اندلعت عام آلف وتسعمائة وسبعة عشر بأخر جيل من سلالة رومانوف.
و بعد مرور أقل من عامين قامت فرقة معزولة بإعدام القيصر نيقولا وعائلته بأكملها في سيبريا.

من أقواله :
- " البحر شاسع .. ولكن الضمير أكثر عمقاً .. الضمير الإنسانيّ لا حدود له .. و كلّ فلاسفة العالم مجتمعين .. لن يستطيعون فهمه "
- " الصدق .. كالموجة على سطح الماء .. و إذا ما هدأت أمواج البحر وسكنت .. فالصدق لا يستكين و يهدأ إلاّ بمَكرُمة .
- " لستُ ذاك الذي يشفي من الأمراض .. بل هو الله القادر على كلّ شيء " .

ملاحظة :
فسر بعض العلماء شفاء راسبوتين لولي العهد عن طريق تحكمه بنبضات القلب بواسطة التنويم المغناطيسي , وصموده على السيانيد بأنه كان يأخذ جرعات قليلة بشكل شبه يومي من هذا السم , خوفا من أن يموت مسمما , فاعتاد جسمه السم و كون مضادا له ..

تم بحمد الله ..